JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
الصفحة الرئيسية

السعادة happiness

 

    يُعد الشعور بالسعادة هدفًا إنسانيًا أسمى يسعى الفرد دائمًا إليه، ويجد في البحث عنه أينما كان في غدوه ورواحه ذلك الهدف الذي يجعل الحياة جديرة بأن تعاش حيث تستند إلى معنى وهدف يضفي عليها أنسًا وقييمة وبهجة.

    أنها اللحظة التي تعيشها الذات في ارتباطها بالحالة المزاجية الإيجابية التي تعكس رضاها عن ذاتها وحياتها بصورة أكثر إشراقًا وبهجة حين تستشعر هذه الذات احساسًا وقدرة على تحقيق ذاتها وتكامل إمكانياتها، أو تلك اللحظة التي تعكس استمتاعها الذاتي بالحياة.

تعريف السعادة

يمكن تصنيف تعريف السعادة بصفة عامة إلى ثلاثة أقسام، هي:

  • القسم الأول: تعريف السعادة على أنها ليست حالة ذاتية، ولكنها تحسن نوعي مرغوب في حياة الفرد، ويعيب هذا الاتجاه ان التحسن النوعي قد لا يلازمه إحساس بالسعادة فتحسن العمل لا يجعل الفرد سعيدًا بالضرورة.

  • القسم الثاني: يركز على المعايير التي يضعها الناس لتحديد الحياة الجيدة معتبرين أن السعادة هي "تقييم عام لنوعية الحياة تبعًا للمحكات التي يختارها كل فرد"، أو هي "الإشباع  المتناغم لرغبات وأهداف الفرد"، أو أنها الدرجة التي يحكم فيها الشخص إيجابيًا على نوعية حياته الحاضرة بوجه عام، فالسعادة تعني حب الشخص للحياة التي يجيدها واستمتاعه بها وتقديره الذاتي لها ككل.

  • القسم الثالث: يركز على الجانب الانفعالي للسعادة ـ أي الشعور باعتدال المزاج ـ ويعتبر الإحساس بالسعادة إحساسًا شخصيًا أو ذاتيًا للغاية.

    ويعرف البعض السعادة على أنها الشعور بالرضا والإشباع، وطمأنينة النفس، وتحقيق الذات، والشعور باللبهجة والاستمتاع واللذة والرضا عن الحياة.

    وينظر إلى السعادة على أنها خبرة انفعالية سارة أو إيجابية تتضضمن الشعور بالبهجة والتفاؤل والسرور والفرح وحب الناس والإحساس بالقدرة على التأثير في الأحداث.

    ويرى آخرون أن السعادة هي الدرجة التي من خلالها يمكن للفرد أن يحكم أن الحياة في مجملها حياة محببة له.

مسارات السعادة الحقيقية

    من منظور علم النفس الإيجابي يحدد مسارات السعادة الحقيقية على النحو الآتي:

  1. اللذة والاستمتاع: عملية تعظيم الانفعال الإيجابي وتقليل الانفعال السلبي، وما يشار إليه بمسمى حياة اللذة وهي الحياة المتضمنة للاستمتاع والخبرات الإيجابية السارة.
  2. الاندماج: عملية الاستغراق في المهام والأعمال التي يقوم بها المرء والتمتع بدرجة عالية من التدفق المقترن بحالة الابتهاج والتركيز الشديد بغية الارتقاء والتطور الشخصي وتحقيق الذات من خلال مواجهة التحديات والخبرات الحياتية الصعبة مما ينتج عنه الشعور بالكفاءة الذاتية  والرضا عن الذات والحياة بصفة عامة.
  3. المعنى: عملية تكوين ومعرفة الغرض من الحياة ومعناها وتحديد الهدف الشخصي منها وحشد الإمكانيات والطاقات الشخصية لتحقيقه بجد واجتهاد ومثابرة وتحمل للشدائد والصعاب.

مكونات السعادة

    تتضمن السعادة بصفة عامة ثلاثة مكونات متفاعلة فيما بينها، وتتمثل فيما يلي:

  • مكون بيولوجي: تشير بعض الدراسات أن كثافة تركيز ما يعرف بالموصل العصبي يؤدي إلى مشاعر البهجة، والنشوة والشعور بالغبطة والخفة والنشاط.

    ويشير علماء الأعصاب إلى وجود ما يعرف بـ "مركز اللذة أو السرور" أو مركز المكافأة في الدماغ، إذ تحتوي أدمغة البشر على نظام للمكافأة، وخلصت الدراسات إلى أن المستويات المرتفعة من بعض الموصلات العصبية خاصة تزيد من مشاعر البهجة والنشوة، أي السعادة المنخفضة منها تزيد من مشاعر التعاسة أو الاكتئاب.

  • مكون متعلم: أظهرت نتائج بعض الدراسات أن تطبيقات استراتيجيات التوافق أو المواجهة وهي سلوكيات متعلمة يمكن أن تزيد من مستوى سعادة الإنسان، ويتم ذلك عن طريق ما هو متفق عليه من أن المواجهة الإيجابية والتوافق الفعال مع ضغوط الحياة وتحدياتها تزيد من كمية الموصل العصبي المفرز من الدماغ.

  • مكون معرفي: أفادت نتائج بعض الدراسات إلى أنه عندما يستخدم الناس استراتيجيات المواجهة أو التوافق بنجاح فإن ذلك يؤدي إلى تخليق مشاعر الفخر والاعتزاز بالذات أو فعالية الذات، وخلصت نتائج دراسات أخرى من أن مشاعر الفخر والاعتزاز بالذات فعالية الذات تؤدي إلى تحفيز نظم المكافأة في الدماغ على إفراز ما يعرف بهرمونات السعادة.

النظريات المفسرة للسعادة

تعددت المناحي النظرية والسيكولوجية المفسرة للشعور بالسعادة، وقد اختلفت هذه المداخل في تفسيرها لمفهوم السعادة، وفيما يلي وصفًا مختصرًا لها:

  • المنظور الشخصي للسعادة: يذهب هذا المنظور إلى أن السعادة سمة تعتمد أساسًا على الشخصية؛ لذا يهتم هذا المنحى بمختلف سمات الشخصية وبصفة خاصة العوامل الخمسة الكبرى بوصفها محددات هامة للسعادة والشعور الذاتي بالهناء والرضا عن الحياة؛ ولهذا تختلف درجة الشعور بالسعادة باختلاف الأفراد، وأن لدى كل  فرد إمكانية نظرية خاصة للشعور بالسعادة.

  • المنظور الاجتماعي للسعادة: يتعامل مع السعادة بوصفها نتاج لبعض المتغيرات الاجتماعية المرتبطة بالخصائص السكانية كالجنس، والعمر، ومتوسط الدخل، والحالة الاجتماعية.

  • المنظور البيئي للسعادة: أن السعادة في صورتها الحقيقية تعكس قدرة الفرد على التحكم في المواقف البيئية المحيطة بالفرد من أجل الوصول إلى تحقيق أهدافه وإشباع حاجاته.

  • المنظور الفسيولوجي للسعادة: أن السعادة استجابة عضوية تظهر من خلال زيادة الحيوية والنشاط للجسم، والتمتع بالصحة، والقدرة على بذل أقصى الجهد.

  • المنظور الوراثي للسعادة: أن لكل فرد إمكانية فطرية للسعادة، وأن 50% من مقومات السعادة موروث يتحكم في وجودها بعض الجينات.

عادات الأشخاص السعداء

    أمكن تحديد عادات تميز الأشخاص السعداء وتتمثل فيما يلي:

  1. العلاقات الإيجابية.
  2. الأفعال المفعمة باللين والرقة والحنو والتعاطف.
  3. التدريب والهناء البدني.
  4. التدفق: وهو اندماج الشخص وتركيزه التام في محاولات وصوله إلى هدفه، وفي التعامل مع الأنشطة والمهام التي تتناسب مع قدراته ومهاراته.
  5. الاندماج الروحي والمعنى: اكتشاف الشخص لمعنى الحياة يقضي إلى الراحة والسلام النفسي الداخلي.
  6. بصمات القوة والفضائل.
  7. الوجهة الذهنية الإيجابية: التفاؤل - اليقظة - الامتنان.
author-img

مدونة محمد العمايرة التربوية.

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة