يأتي التفكير في أعلى مرتبة من مراتب النشاط العقلي، وهو نتاج الدماغ بكل ما فيه من تعقيد، وهو فيض من النشاط العقلي الذي يقوم به الدماغ كاستجابة لملايين المثيرات المرئية وغير المرئية المستقبلة عن طريق الحواس الخمس أو غيرها من المثيرات.
ويتصف التفكير بأنه نشاط ذهني صار من الداغ، وصفة خاصة ببني البشر، وهوسلوك غير مرئي أو ملموس، وهو سلسلة من النشاطات الذهنية، وغايته مساعدة الفرد على فهم الموقف أو الخبرة والتعامل معهما، ويشتمل على مجموعة من العمليات المعرفية.
تعريف أنماط التفكير
يُعرف نمط التفكير بأنه مجموعة من الاداءات التي تميز الفرد والدالة على كيفية استقباله للخبرات التي يمر بها والمخزونة في مخزونه المعرفي والتي يستعملها للتكييف مع البيئة المحيطة به.
وهو الطريقة التي يتعامل بها الفرد مع المعلومات من حوله فيما يحقق أهدافه، وهو يتأثر بسمات الفرد الشخصية، فهو طريقة التي يستقبل بها الفرد المعرفة والخبرة والمعلومات ويسجلها ويرمزها ويسترجعها لاحقًا بطريقته الخاصة سواء أكان ذلك بوسيلة حسية مادية أو شبه صورية أو رمزية.
ويُنظر لنمط التفكير على أنه الكيفية التي يستقبل بها الفرد الخبرات وينظمها ويسجلها في مخزونه المعرفي ثم يسترجعها بالصورة التي تمثل طريقته في التعبير.
تختلف أنماط التفكير عند الأفراد نظرًا لاختلاف أهدافهم والمواقف ومدخلاتهم الذهنية، وتجدر الاشارة إلى أن أنماط التفكير عديدة، نذكر منها ما يلي:
أولًا: التفكير العلمي
التفكير العلمي هو ذلك النوع من التفكير المنظم الممكن استخدامه في حياتنا اليومية من عمل أو غيره، أو في العلاقات مع العالم المحيط وهو مبني على مجموعة من المبادئ التي يطبقها الفرد، وهو ينبثق من المعرفة العلمية، ويتضمن المنطق وحل المشكلات والتفكير باحداث الحياة اليومية بشكل منظم وتراكمي.
ومن سمات التفكير العلمي ما يلي:
- التراكمية.
- التنظيم.
- البحث.
- الشمولية واليقين.
- الدقة والتجريد.
ثانيًا: التفكير المنطقي
وهو التفكير الذي يُستخدم لبيان الأسباب والعلل التي تقف خلف الأشياء لمعرفة النتائج والحصول على أدلة تثبت وجهة النظر أو نفيها.
ويتصف هذا التفكير بما يلي:
- البحث عن الأسباب التي تقف خلف حدوث الأشياء.
- يتأثر بالثقافة التي يعيش فيها الفرد.
- يهتم بمعرفة الأسباب والمسببات التي تقف وراء الأحداث الظاهرة.
- يتضمن معرفة الأفراد لنتائج أعمالهم والتنبؤ بها.
- يبدأ بما هو محسوس إلى ما هو مجرد.
- يتضمن عمليات عقلية ومعرفية عليا، مثل: التنظيم والتجريد والمقارنة والتصنيف والتمثيل والاستنباط والاستقراء والاستدلال.
- يتاثر بقدرات الفرد العقلية من ذكاء ونصح وبخبرات الفرد والظروف البيئية المحيطة به.
ثالثًا: التفكير الناقد
يعتبر البعض التفكير الناقد تفكيرًا شاملًا يعتمد على ما يعتقد به الفرد أو يقوم بأدائه، ويتضمن قابليات وقدرات ويعتبره البعض استدلالًا منطقيًا، وهو يعتمد الدقة في ملاحظة الوقائع التي لها علاقات بموضوعات معينة من أجل مناقشتها وتقويمها ومن ثم استخلاص النتائج بطريقة منطقية سليمة.
ويتضمن التفكير الناقد العديد من المهارات، نذكر منها ما يلي:
- مهارة الاستقلال عن تفكير الآخرين.
- مهارة تحديد مصداقية مصادر المعلومات.
- مهارة تطبيق قواعد المنطق.
- فرز الأدلة والحجج الغامضة.
- مهارة تجنب الأخطاء الشائعة.
- مهارة تحديد الدقة في العبارات والالفاظ.
- مهارة تنمية الملاحظة الدقيقة المتعمقة.
- مهارة البحث عن بدائل عديدة للموقف الواحد.
- مهارة التعامل بمرونة وتحد.
رابعًا: التفكير الإبداعي
يتصف التفكير الإبداعي بتنوع الإجابات المنتجة ويعتبره البعض القدرة على حل المشكلات في أي موقف يتعرض له الفرد أو أنه يؤدي إلى إنتاج يتصف بالجدة والأصالة والطلاقة والمرونة الحساسية للمشكلات.
وهو مظهر سلوكي في نشاط الفرد يظهر من خلال تعامله مع أفراد المجتمع، ويتسم بالحداثة وعدم النمطية مع إنتاج يتصف بالجدة.
خامسًا: التفكير الخرافي
التفكير الخرافي هو ربط أفكار الفرد بروابط غير حقيقية فبعض الأفراد يصطنعون أحداث أو اسبابًا لا تبدو مسببة أو تحدث صدفة بطريقة عشوائية حيث يقيمون بينه علاقة سببية تفتقر إلى علاقة ذهنية مفهومة.
وهو تطبيق وهمي لترابط المعاني عن طريق المشابهة والاتصال، ويقوم على أمور غير عقلانية، ويفسر الحوادث بتفسيرات لا ترتبط بحقائق واقعية ملموسة بل يعزوها إلى أسباب فوق طبيعية وعلى أساس غير عقلاني غامض يعتمد على الخيال غير القابل للتبرير على أساس عقلي.
سادسًا: التفكير التسلطي
التفكير التسلطي تفكير يحكم على العفوية والتلقائية والنقد والإبداع بالإعدام، وهو تفكير مغلق ويتمسك صاحبه بالأفكار المتطرفة التي تتصف بالجمود والثبات والميل إلى القبول المطلق أو الرفض المطلق مع مقاومة التغيير وعدم تحمل الغموض أو الضغوط النفسية.
ويمتاز صاحب هذا التفكير بنظرة سطحية للحياة معادية للتفكير العلمي والميل إلى العنف والعدوانية والتصلب وتبلد الإحساس والإنتهازية، وهذا التفكير يخلق جوًا مشحونًا بالكراهية والحقد.
ويتضمن هذا التفكير الميل السريع لرفض أي دليل أو مناقشة تتعارض مع معتقدات وافكار الفرد وبمقاومة التغيير والميل إلى إثبات الذات بطريقة مربكة لعملية الاتصال مع رفع الصوت مع المتحدث والميل إلى إخضاع الآخرين له بصورة مطلقة.
سابعًا: التفكير المساير
يتصف صاحب التفكير المساير بالمرونة وعدم الجمود والقدرة على الإستيعاب ويظهر صاحبه تقبلًا لأفكار الآخرين ويغير من أفكاره ليجد طريقًا وسيطًا يجمع بين طريقته في المعالجة وأسلوب الآخرين فيها.
وهو يقلل الفجوات الذهنية بين الأفراد في القرارات لحل مشكلة ما ويميل إلى ربط الفرد بأفكار الآخرين، الأمر الذي يساعد الفرد على التخلص من الصعوبات التي يواجهها، وتبني سياسة الأخذ والعطاء في كل موقف.
ثامنًا: التفكير التصوري
التفكير التصوري تفكير يعتمد صاحبه على استخدام وسائط رمزية للتفاعل مع العالم الخارجي من أجل تكوين المفاهيم ويرتبط بقدرة الفرد على التفكير المجرد.
تاسعًا: التفكير الشامل
وهو تفكير موجه يتم فيه توجيه العمليات التفكيرية إلى أهداف محددة، ويعتمد على الاستنباط والاستقراء لكي يصل الفرد لحل مشكلته.
عاشرًا: التفكير الاستبصاري
وهو نوع من التفكير يصل فيه الفرد إلى الحل فجأة، وذلك من خلال قيامه بالتفكير بالمشكلة بشكل جاد وإدراك العناصر فيها والعلاقات متى تأتي مرحلة الاستبصار.