يرتبط الاستدلال ارتباطًا وثيقًا مع التفكير، ومن معانيه التعقل أو التفكير الذي يستند إلى قواعد معينة مقابل العاطفة، وقد يعني الدليل أو الحجة أي البرهان على صحة رأي أو قرار أو اعتقاد أو أنه الوسيلة التي يتم عن طريقها التوصل إلى قرار.
ويعني الاستدلال في المنطق والفلسفة القدرة على الاستنباط والاستقراء، وقد يعني توليد معرفة جديدة من معلومات معروفة سابقًا.
مفهوم الاستدلال
الاستدلال عملية ذهنية تتضمن وضع المعلومات أو المواقف أو الخبرات بطريقة منظمة بحيث تؤدي إلى استنتاج منطقي أو تؤدي إلى قرار أو حل مشكلة.
ويرى بعض الباحثين بإن الاستدلال مهارة تفكيرية يعمل عمل المسهل لتنفيذ أو ممارسة عمليات معالجة المعلومات التي تشتمل على التفسير والتحليل والتركيب والتقييم، ويشتمل الاستدلال الاستقرائي والاستنباطي والتمثيلي.
ويرى آخرون بأن الاستدلال مجموع العمليات العقلية التي تستخدم في تكوين وتقييم المعتقدات، وفي اظهار صحة الادعاءات أو زيفها، وتشتمل هذه العمليات مهارة توليد الحجج وتقييمها والبحث عن الأدلة، والتوصل إلى نتائج محددة والتعرف الارتباطات والعلاقات السببية بين الأشياء.
ويهدف الاستدلال إلى توليد معرفة جديدة من خلال المعلومات والأدلة المتوافرة، والتبرير يهدف إلى الوصول إلى استنتاج يتفق مع أهداف وغايات الشخص المبرر، ويتطلب الاستدلال قدرة الفرد على السيطرة على اللغة واستيعابها وفهم معانيها ودلالاتها، وعلى اختزانه كميًا ومعرفيًا من أجل بناء مكونات الحجة المنطقية.
صفات الاستدلال
يتصف الاستدلال بالصحة أو عدم الصحة، فهو إما أن يكون صحيحًا أو غير صحيح أو باطل.
والاستدلال الصحيح هو الاستدلال الذي يستوفي الشروط الخاصة بالصورة أو الهيئة (مقدمتان ورابطة ونتيجة) التي تجعل النتيجة فيه لازمة عن المقدمات دون اعتبار لمضمونها أي مضمون المقدمات.
أما الاستدلال الصائب فهو الاستدلال الذي يجب أن تتحقق فيه شروط الصحة، إضافة إلى صدق المضمون المعرفي لمقدماته ولعل الاستدلالات العلمية خيرمثال على ذلك:
مثال:
كل الفلزات موصلة للكهرباء (مقدمة كبرى)
النحاس فلز (مقدمة صغرى)
النحاس موصل للكهرباء (نتيجة)
لذلك فالاستدلال الصائب هو استدلال مستوف لصورته، أي عدم مخالفة أي شرط من شروط الاستدلال ومستوف لصحة مضمون المقدمات.
أنواع الاستدلال
تقسم الاستدلالات في علم المنطق إلى ثلاثة أنواع، وهي:
أولًا: الاستدلال الاستنباطي
مثال:
فالحكم الذي وصفنا به الطيور وهو أنها تبيض ينطبق على الببغاء، والنتيجة لم تكن ظاهرة في المقدمة، وكل ما فعلناه هو أننا استخرجناه من المقدمات.
أنواع الاستدلال الاستنباطي: ينقسم الاستدلال الاستنباطي من حيث الشكل إلى ما يلي:
- الاستدلال الشرطي أو الافتراضي: ويتكون من مقدمة كبرى مصاغة بشكل افتراضي ومقدمة صغرى هي قضية حملية ونتيجة يستدل عليها من المقدمتين، أما المقدمة الكبرى فهي قضية شرطية تتكون من شرطين يرتبطان بصيغة شرطية.
وتكون النتيجة صادقة إذا إفترضنا صدق المعلومات الواردة في المقدمتين.
- الاستدلال الحملي: ويتكون من مقدمتين (صغرى وكبرى) ونتيجة، وذلك على شكل جملة خبرية تتكون من مبتدأ وخبر، وتتضمن القضية الحملية حكمًا واضحًا، إما لإثبات صفة أو معلومة للخبر عنه (المبتدأ أو حامل الصفة)، كأن نقول اللحم غذاء مفيد، أو لنفي الصفة أو المعلومة كقولنا اللحم غذاء ليس كافيًا.
ثانيًا: الاستدلال الاستقرائي
الاستدلال الاستقرائي هو استدلال نقوم به بدراسة حالات فردية لموضوع ما أو حالة معينة أو ظاهرة محددة وتفحصها، ثم نستنتج حكمًا عامًا ينطبق على جميع أفراد الموضوع أو الحالة أو الظاهرة، والمعلومات المتعلقة بالحالات الفردية هي المقدمات، والحكم العام هو النتيجة.
مثال ذلك: أن يقوم المشرف التربوي بزيارة أحد الصفوف المدرسية في مدرسة ما، لمعرفة مستوى طلابها في مادة ما، فيسأل بعض الطلبة الأسئلة ويحصل على إجابات عليها، ومن خلال ذلك يصدر حكمًا على مستوى الطلبة كأن يقول بأن مستواهم ممتاز أو جيد أو ضعيف.
والمشرف في هذه الحالة كان استقراءه ناقصًا لأنه لم يسأل جميع الطلبة بل سأل بعضهم وعليه فإن:
- الاستقراء الناقص: هو دراسة بعض حالات ظاهرة ما لأو بعض أفراد موضوع معين واستنتاج حكم عليه، وقد يكون العكس حيث يجري المشرف اختبارًا للطلبة جميعهم ويقوم بتصحيح أوراقهم ومن ثم يتوصل إلى حكم على مستواهم وهذا هو الاستقراء التام.
- والاستقراء التام: هو دراسة جميع حالات ظاهرة ما، أو أفراد موضوع معين ومن ثم التوصل إلى حكم عليهم.
ثالثًا: الاستدلال التمثيلي
وهو استدلال نقوم فيه بنقل وصف معين أو حكم ما من حالة معينة إلى حالة أخرى لما بين الحالتين من أوجه شبه، وغالبًا ما تكون نتيجة هذا الاستدلال ظنية.
مثال: قد يجري أحد الطلبة تجربة على فلز كالحديد مع أحد الحموض بطريقة ما ونواتج ما، ويفترض في فلز النحاس نفس النتائج وهذا غير صحيح.