JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
الصفحة الرئيسية

العلاج النفسي الإيجابي Positive psychotherapy

 

    يُنظر إلى العلاج النفسي من منظور علم النفس الإيجابي بنفس القدر من الاهتمام لكل من السلوكيات الإيجابية والسلبية عند محاولة فهم الضغوط ومعالجتها، حيث من الشائع أن يستخدم المعالجون "التدخلات الإيجابية"؛ للمساعدة على زيادة المشاعر الإيجابية والسلوكات الإيجابية والأفكار الإيجابية بدلًا من التركيز الدائم على الأفكار والسلوكيات السلبية.

    ويُستخدم علم النفس الإيجابي كعلاج مكمل للعلاجات النفسية التي تعدل السلوك عن طريق تمكين الأفراد من التطور وتقوية المشاعر الإيجابية، ويسمح هذا للأفراد بالشعور بالرضا عن ماضيهم وحاضرهم، وبأن يكون لديهم أمل في المستقبل.

مفهوم العلاج النفسي الإيجابي

    في الوقت الذي يهتم علم النفس الإيجابي بالدراسات العلمية للانفعالات الإيجابية، ونقاط القوة في الشخصية والعلاقات الهادفة، فإن العلاج النفسي الإيجابي يدعم الهناء والرفاهية والوجود الأفضل للفرد، والتفاؤل، ونمو الحياة السارة، والاندماج في الحياة.

    ويُعرف العلاج النفسي الإيجابي بأنه: أسلوب علاجي في علم النفس الإيجابي يسعى إلى توسيع نطاق العلاج النفسي التقليدي من خلال تنمية الانفعالات الإيجابية، بالإضافة إلى علاج الأعراض المرضية النفسية، وإبراز المصادر الإيجابية التي قد تخدم الأفراد بشكل أفضل عندما يواجهون تحديات الحياة الصعبة.

    ويُنظر للعلاج النفس الإيجابي باعتباره تصرف وتفاعل في مواقف الحياة المختلفة بطريقة تحقق للفرد والمحيطين به النجاح والفاعلية والسعادة.

    ويُقصد بالعلاج النفسي الإيجابي أنه: حركة علاجية داخل علم النفس الإيجابي لتوسيع نطاق العلاج النفسي التقليدي، ويعتمد على بناء المشاعر الإيجابية، ونقاط القوة بالإضافة إلى التخلص من الاضطرابات وفعاليته في علاج الأمراض النفسية.

    ويرى بعض العلماء أن العلاج النفسي الإيجابي يعمل على زيادة الانفعالات الإيجابية، والارتباطات الإيجابية، والمعنى الإيجابية أكثر من أنه يستهدف مباشرة الأعراض المرضية.

أهداف العلاج النفسي الإيجابي

    يسعى العلاج النفس الإيجابي إلى مضاعفة وزيادة الموارد الإيجابية للأفراد، والمشاعر الإيجابية، ونقاط القوة الشخصية، والمعنى، والعلاقات الإيجابية، كما يهدف أيضا إلى تحقيق التوازن بين الاهتمام بالأحداث والسلوكيات السلبية والإيجابية في العلاج النفسي.

ويمكن إجمال أهداف العلاج النفسي الإيجابية بما يلي:

  1. تشجيع الأفراد على البحث واكتشاف الإيجابيات المحتملة من التجارب الصعبة التي مروا بها.
  2. مساعدة الأفراد على التعبير العاطفي والتأمل واكتشاف خبرات النجاح والفشل.
  3. مساعدة الأفراد على تعلم استخدام مواطن القوة والمهارات والمواهب والقدرات في مواجهة التحديات وحل المشكلات.
  4. تشجيع الأفراد على مواجهة التجارب السلبية والتعامل معها بإيجابية والاستفادة من هذه التجارب.
  5. مساعدة الأفراد على كسب الثقة في التشخيص والعلاج.

    كما يهدف العلاج النفس الإيجابي إلى فهم وتحديد العوامل التي تمكن الأفراد والمجتمعات من الازدهار من خلال توظيف أفضل ما في الطرق العلمية لدراسة مشكلات البشر وتخليصهم من صور المعاناة النفسية.

    ويهدف العلاج النفس الإيجابي التخلص من مظاهر الاضطراب النفسي، ومساعدة الأفراد في التركيز على الأهداف التي يرغبون في تحقيقها، وكيفية استخدام إيجابياتهم وإيجابيات بيئتهم للوصول إلى الهدف.

    ويساعد في تحسين ظروف حياة الأفراد واكسابها جودة عالية على المستوى النفسي من خلال إكساب الفرد صفات، مثل: التواضع أو التحول إلى شخص ذي فاعلية.

    ويمكن تلخيص الهدف الأساسي من العلاج النفسي الإيجابي هو تعليم الأفراد عددًا من المهام والمهارات التي من خلالها يستطيعون استخدام أفضل ما لديهم من امكانيات وقدرات وموارد إيجابية لمواجهة أصعب التحديات.

افتراضات العلاج النفسي الإيجابي

    يعتمد العلاج تالنفسي الإيجابي على فرضية أن العلاج لا يتم فقط من خلال تخفيف الأعراض السلبية ومواجهتها، ولكن أيضا من خلال بناء العواطف والانفعالات الإيجابية والفضائل ونقاط القوة بشكل مباشر وأساسي، فبناء هذه الموارد الإيجابية يؤدي إلى التغلب على الأعراض السلبية بشكل مباشر، وقد يخفف أيضا تكرارها في المستقبل.

    ويوضع علم النفس الإيجابي أن العلاج النفسي الإيجابي يعتمد على ثلاثة افتراضات، وهي:

  • تنمية نقاط القوة الإيجابية من الممكن أن تكون وسيلة فعالة وربما أكثر فاعلية في علاج الاضطرابات النفسية، فالعلاج النفس الإيجابي لا يركز فقط على نقاط القوة ويستبعد نقاط الضعف، بل يعطي اهتمامًا متوازنًا للأمراض ومتأصلة بجانب نقاط الضعف.

  • الأفراد يرغبون بطبيعتهم في النمو والارتقاء والسعادة بدلًا من مجرد السعي لتجنب القلق والبؤس والشقاء، فالأفراد لديهم صفات جيدة وصفات سيئة تؤثر على بعضها البعض وتتأثر أيضا بالثقافة والبيئة الأوسع التي يعيش فيها الأفراد، بخلاف ما تفتراضه معظم العلاجات النفسية التقليدية التي ترى أن الفرد غير قادر على الارتقاء والنمو والشعور بالسعادة، وبالتالي ينتج المرض النفسي ويكون الفرد غير قادر على التكيف وعلاقاته مضطربة وسلوكه مضطرب.

  • العلاقات الإيجابية الفعالة يمكن تشكيلها من خلال مناقشة المظاهر والموارد الإيجابية، وليس فقط من خلال تحليل المشكلات ونقاط الضعف، فالعملية العلاجية لا يتم فيها مناقشة الفردا وعلاجهم من القلق والاحباط واليأس والمشكلات فقط بل هو مكان لمناقشة وبث جرعات نشطة من الأمل، والتفاؤل، والامتنان، والرضا، والتسامح، فمناقشة المشكلات وحدها لا تبي علاقة علاجية قوية، ولكن تحتاج إلى الدفء والاحترام المتبادل والاستماع العاطفي، وأيضا لفت انتباه الأفردا إلى المشاعر افيجابية ونقاط القوة في حياتهم بطريقة لطيفة ودقيقة.

مراحل العلاج النفس الإيجابي

    يُقسم العلاج النفس الإيجابي إلى ثلاثة مراحل مميزة، وهي:

  1. المرحلة الأولى: وتركز على مساعدة الأفراد في العلاج على معرفة ما ليدهم من نقاط قوة وتحديدها ثم وضع أهداف اعتمادًا على نقاط القوة واستخدامها في العلاج.
  2. المرحلة الثانية: وتهدف هذه المرحلة إلى بناء وتعزيز مشاعر الأفراد الإيجابية، وتساعدهم على التخلي عن أنماط التفكير والانفعالات السلبية التي تسبب المشاكل في حياتهم.
  3. المرحلة الثالثة: وتركز على العلاقات الإيجابية في حياة الأفراد بما في ذلك الطرق التي يمكن تنمية وتعزيز هذه العلاقات من خلالها، وتركز هذه المرحلة أيضا على مساعدتهم على اكتساب فهم أكبر لما يمنح هدف ومعنى لحياتهم.

مهام المعالج النفسي الإيجابي

    يشير المختصون إلى أن المعالج النفسي يقوم بعدة مهام، منها:

  • مساعدة الأفراد في بناء وتوسيع الموارد العلاجية الإيجابية، وتوليد الأفكار والإجراءات لحل المشكلات.

  • تقديم أنشطة للعملاء تؤدي إلى توليد انفعالات إيجابية تساعد على توليد أفكار جديدة، وتسهل إعادة تفسير الذكريات القديمة؛ فالمشاعر الإيجابية ليست مجرد مؤشرات على الفرح والسعادة فقط ولكن الأهم من ذلك أنها تولد تغييرات إدراكية وسلوكية وانفعالية لدى الأفراد.

  • العمل على توليد المشاعر والانفعالات الإيجابية، مما يزيد من شعور الأفراد بالأمل، ويتيح إمكانية النظر إلى الحياة بمنظور أكثر إيجابية.

  • مساعدة الأفراد على تحديد نقاط قوة شخصياتهم والفضائل والموارد الإيجابية التي يتمتعون بها، واستخدامها بطرق هادفة ومرضية.

  • مساعدة الأفراد على إجراء تقييم دقيق وشامل، وتحديد الأشياء التي تعطي معنى للحياة، لأن التركيز على خبرات النجاح والإنجازات يدفعهم إلى العمل نحو تحقيق الأهداف المستقبلية.

أمثلة لأساليب علم النفس الإيجابي في العلاج النفسي

    فيما يلي بعض الأمثلة على استخدام علم النفس الإيجابي في العلاج النفسي:

  • تدريبات لزيادة المشاعر الإيجابية:
  1. أداء أعمال البر والخير.
  2. التذوق.
  • تدريبات لتقليل المشاعر السلبية:
  1. الكتابة عن أحداث صادمة.
  2. قراءة كتاب.
  • تدريبات لزيادة الرضا عن الحياة:
  1. التصرف بطريقة مرحة.
  2. قيام المرء بعد النعم التي يتمتع بها ﴿ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ سورة النحل آية: 18.
  • تدريبات لتنمية المواهب ونقاط القوة:
  1. استخدام المواهب أو نقاط قوة الشخصية المميزة بطرق جديدة.
  2. المشاركة في المسابقات وإيجاد هواية مثيرة للتحدي.
  • تدريبات لزيادة الترابط الاجتماعي:
  1. كن زميل جيد في الفريق.
  2. الاستجابة النشطة والبناءة.
  • تدريبات لزيادة القصد والهدف:
  1. أداء الأعمال الصالحة السرية (صدقة السر).
  2. العمل لحساب مؤسسة ذات قيمة.
  • تدريبات لزيادة الصحة والأمان:
  1. القلق الإيجابي من التهديدات والأخطار المقبولة.
  2. ممارسة الرياضة بشكل منتظم.

المرجع

    أبو حلاوة، محمد السعيد والحديبي، مصطفى عبدالمحسن (2022). علم النفس الإيجابي أسسه-قضاياه- نظرياته-وتوجهاته المستقبلية. الطبعة الأولى، عمان: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة.

الاسمبريد إلكترونيرسالة