تهدف استراتيجية القبعات الست للتفكير إلى تبسيط عملية التفكير وزيادة فاعليته، كما تسمح هذه الاستراتيجية للمفكر بالانتقال أو بتغيير النمط، فالقبعات الست الملونة هي وسيلة يستخدمها الفرد في معظم لحظات حياته، وتركز هذه القبعات على أن التفكير عملية نظامية منضبطة، وتاليًا وصف لهذه القبعات.
القبعة البيضاء (الحقائق)
ترمز هذه القبعة إلى التفكير بالحقائق والأشكال والمعلومات، ويكون التفكير وفق هذه القبعة استجابة للأسئلة مثل:
- ما المعلومات المتوافرة؟
- ما المعلومات التي يمكن أن نحتاج إليها؟
- كيف السبيل للحصول على هذه المعلومات؟
وينبغي على من يرتدي القبعة البيضاء أن يركز في طلبه ليحصل على ما يحتاجه منها، وهذا يبين أن طرح الأسئلة المركزة والمناسبة للمشكلة المطروحة هو جزء هام من آلية طلب المعلومات، كما ان من يطرح الأسئلة بهدف استخلاص معلومة عليه أيضا أن يستخدم القبعة البيضاء.
ومن المؤمل أن يصبح التفكير من خلال القبعة البيضاء نظامًا منضبطًا يشجع المفكر على الفصل بشكل واضح ما بين الأرقام والوقائع والتحليلات والتفسيرات الخاصة، فالقبعة البيضاء تمثل نمط التفكير الحيادي والموضوعي كما يشير إلى ذلك لون القبعة.
القبعة الحمراء (المشاعر)
القبعة الحمراء هي على النقيض من القبعة البيضاء، إذ أنها تتعلق بالأحاسيس والمشاعر والعواطف الداخلية، ولا تحتاج إلى تبرير؛ لأنها لا تتعلق بالتفكير المنطقي.
فإذا كانت المشاعر والانفعالات غير المصرح بها في التفكير العملي فعلى الأرجح أنها ستظل في البناء المعرفي للمتعلم، وستؤثر على نمط التفكير بطريقة ما.
فالتفكير في القبعة الحمراء يعترف بوجود المشاعر والانفعالات، ويطرح من يرتدي هذه القبعة أسئلة مثل:
- أنا لا أحبه...
- أشعر بأنني راضٍ عن...
ومن يرتدي هذه القبعة يأخذ إذنًا رسميًا بالإفصاح عن مشاعر تجاه قضية ما.
القبعة السوداء (الحيطة والحذر)
ترمز هذه القبعة إلى الخوف والحذر والتشاؤم والنقد والحيطة والتفكير في الأخطار والخسارة، وهذا الشيء مطلوب عند اتخاذ القرارات، وهذه القبعة من أكثر القبعات فائدة.
وصاحب هذه القبعة يسأل مثل هذا السؤال:
كم نسبة ربح هذا المشروع؟
والتفكير من خلال هذه القبعة يجنب الوقوع في الأخطاء، ولون هذه القبعة مستند إلى الصرامة والعبوس وعدم المعرفة.
القبعة الصفراء (التفاؤل)
تدل هذه القبعة على التفكير بالفوائد والإيجابيات، والتفكير من خلالها فيه نظرة طموحة للمستقبل، ورؤية الفوائد التي ستتحقق من الفكرة المطروحة.
ومن يرتدي هذه القبعة يطرح اسئلة مثل:
- لماذا يمكن فعل هذا؟.
- لماذا يعتبر هذا الأمر جيدًا؟.
واللون الأصفر يرمز إلى ضوء الشمس؛ للدلالة على الآمال والتفاؤل.
القبعة الخضراء (أفكار جديدة)
هي قبعة التفاؤل والإبداع والنمو والطاقة والاقتراحات والبدائل والاحتمالات والنظر إلى الجوانب الإيجابية واستغلالها.
وصاحب هذه القبعة الخضراء يطرح أسئلة مثل:
هل هناك بدائل إضافية؟
واللون الأخضر مأخوذ من لون الأشجار والأغصان، وهو دلالة على النمو وتوليد الأفكار.
القبعة الزرقاء (الحكم)
ترمز هذه القبعة إلى التفكير في التفكير، والتحكم بعملية التفكير وضبطها في الاتجاه المرغوب، فهي قبعة التفكير والتحكم والتقييم، والنظر إلى الأشياء بطريقة ناقدة بناءة، وهي قبعة جدول أعمال التفكير.
وصاحب القبعة الزرقاء يمكن أن يسأل:
- ما هي الأولويات؟.
- ماذا استفدنا حتى هذه اللحظة؟.
والقبعة الزرقاء يمكن أن نبدأ بها لتحديد أنواع القبعات وتسلسلها، واللون الأرزق من لون السماء؛ لذلك جاءت التسمية بالقبعة الزرقاء لتسمو فوق كل الأفكار، فكل القبعات يكون التفكير من خلالها بالأشياء المادية، لكن القبعة الزرقاء تهتم بالتفكير بالآراء، وتلخيصها، وتوجيه الحوار والمناقشات.
منافع القبعات الست
يؤكد ديبونو (De Bono) على أن قبعات التفكير الست تعمل على تحقيق مجموعة من المنافع، منها:
- توجه الانتباه نحو مناحٍ متعددة للقضية أو المشكلة؛ وبالتالي يدرك الفرد أن هناك أكثر من منظور أو منحى لفهم أو لحل القضية.
- تركز التفكير لدى الفرد نحو حل المشكلة أو توليد مجموعة من الحلول.
- تقود قبعات التفكير الست الفرد إلى أكثر الحلول إبداعية.
- تحسن من عملية الاتصال بالأطراف الأخرى؛ إذ إن توظيف استراتيجيات القبعات الست المفكرة في التفكير تعمل على تبني الأدوار بين الأفراد المشاركين، وبالتالي فعنصر الاتصال والتواصل أمر بالغ الأهمية في العلمية الإبداعية.
- تحسن من عملية اتخاذ القرار لدى الأفراد.
لماذا القبعات الست؟
القبعة جزء من الأشياء التي نرتديها، ولكنها تتميز بسهولة ارتدائها وخلعها، وذلك رمزًا لسهولة تقمص مزاج تلك القبعة والانتقال من قبعة إلى أخرى.
قد تكون هنالك علاقة أخرى تتمثل في أن الرأس هو موقع الدماغ المسؤول عن التفكير، ولبس واحدة من هذه القبعات لتغطي الرأس يعني السيطرة على الدماغ، ليفكر بنمط القبعة الحاملة لقوانين وقواعد محددة.
وتستخدم استراتيجية القبعات الست عندما نرغب بالتفكير في أمر ما، ليكن مشروعًا جديدًا أو إجراء تغيير على عملية ما أو تطوير جهازمعين...، أو القيام بغيرها من الأعمال التي نريد أن يكون فيها تفكيرنا شموليًا إبداعيًا متوازنًا.
تطبيق استراتيجية القبعات الست
قد يتم تطبيق طريقة القبعات الست في التفكير، وذلك بتشكيل فريق عمل للتفكير أو يكون بشكل فردي.
- في حال تكوين فريق يجب تحديد دور كل عضو أولهم رئيس الفريق.
- يقوم رئيس الفريق بتذكير فريقه بنمط كل لون بين الحين والآخر.
- يحدد رئيس الفريق زمن الانتقال من نمط لآخر، وقرار العودة إلى نمط آخر.
- بعد التفكير بالأزرق يطرح البعد الزماني للموضوع، ويناقش ما إذا كانت الأفكار المطروحة تتناسب مع زمنها المحدد.
- من المهم أن يذكر رئيس الفريق دائمًا لألوان التفكير وإثارة الجو النفسي المصاحب للألوان.
- وبالنسبة للوقت لكل قبعة يقترح ديبونو أن تعطى كل قبعة (3-4) دقائق، وهذا الوقت قابل للتمديد كلما دعت الحاجة.
مثال تطبيقي على استخدام استراتيجية القبعات الست
قراءة قصة. يمكن للمعلم أن يسير وفق الإجراءات الآتية في مناقشة قضية قراءة قصة من خلال توظيف قبعات التفكير الست:
- القبعة البيضاء (معلومات، حقائق):
- ضع قائمة بالحقائق التي تعلمتها من الكتاب.
- صف الشخصيات.
- صف المواقف.
- القبعة الصفراء (نقطة جيدة):
- ما الجزء الأكثر متعة بالقصة؟.
- ما هي التصرفات الإيجابية بالقصة؟.
- القبعة السوداء (نقطة سيئة):
- ما هي الأمور الخاطئة التي وضعتها الشخصيات في خططها في القصة؟.
- ما هي بعض المشكلات التي تسبب بها الأشخاص في القصة؟.
- القبعة الخضراء ( الإبداع):
- صمّم شيئًا جديدًا بعيدًا عن شخصيات القصة التي قرأتها.
- ولد حلولًا للمشكلات التي واجهتها الشخصيات.
- القبعة الحمراء (الانفعالات):
- كيف تغيرات انفعالات أبطال القصة في أثناء أحداثها؟
- كيف شعرت اتجاه القصة؟
- القبعة الزرقاء (التخطيط، والتأمل):
- كيف ساعدت قراءتك لهذه القصة في تعميق فهمك للمجتمع العربي؟
- لو كنت كاتب هذه القصة ماذا تغير فيها؟.